ستة أعوام و44 يوما فصلت بين مشهدي اغتيال الرئيسين السابقين اليمني علي عبدالله صالح والليبي معمر القذافي، إلا أن الصورة تشابه فيها مصيرهما، ونتائج الثورتين، إذ خلفتا الكثير من القتلى والمصابين. وباختلاف المكان والزمان ومنفذي الاغتيال، تتشابه ظروف وملابسات مقتلهما، في سيناريو مكرر أفرزته خلفيات ما سمي بـ«الربيع العربي»، فكلاهما اختار الاختباء في مسقط رأسه، صالح في «سنحان»، والقذافي في «سرت». وفضل الرجلان الانسحاب من المشهد والدخول في مواجهة مسلحة مباشرة مع خصميهما، بالتواري بعيداً عن الأنظار والهرب في أسطول من مركبات عدة. وتتشابه صورة الاغتيالين في الطريق الصحراوي الذي سلكه موكباهما بسيارة «البيك آب»، التي حملت جثة صالح، وتلك التي تجولت بالقذافي جريحاً في مصراتة، قبل قتله على أيدي مسلحين ظفروا به بعد قصف موكبه الهارب بالطائرات، فضلاً عن إصابتهما في الرأس، ونقل جثتيهما بملاءتين صبغتا باللون الأحمر القاني. وفيما حاول صالح الهرب للتواري في مسقط رأسه «سنحان» قبل القبض عليه من قبل ميليشيا الحوثي، فضل القذافي الاختباء في «سرت» قبل الخروج منها والتواري في إحدى قنوات الصرف الصحي بعد قصف موكبه قبل قتله والتمثيل بجثته.